Ferry in Wad Alhdad

Ferry in Wad Alhdad
Ferry in Wad Alhadad, Blue Nile

torsdag 31 december 2009

السياسة السودانية وكرة القدم : يخلق من الشبه أربعين


السياسة السودانية وكرة القدم : يخلق من الشبه أربعين




السياسة فى السودان اصبحت متل رياضة كرة القدم لها مشجيعها ولعيبتها وصحفها ودوريها. فقد انتهت فترة تسجيل الفرق السياسية حسب قانون الأحزاب السياسية لتضم قائمة الدوري السودانى السياسي مالايقل عن سبعون حزبا سياسيا وكل يحلم بالفوز ببطولة السودان والتى قد تقام فى شهر ابريل من العام القادم إن شاء الله. الغالبية العظمى من هذه الأحزاب تفتقد الرؤية الشمولية لتنمية وإدارة السودان والقدرة على تلبية إحتياجات أهله من الغلابة والغبش والفقراء. فهناك أحزاب لم تتكون إلا نكاية لحزبها الأم والتى رفضت قيادته التأريخية التنازل عن قيادة الحزب واقترن اسمها بإسم الحزب مثلما اقترن قيادة الأندية الرياضية الكبري ببعض الأسماء المعروفة. فلا أستغرب لحزب سمى نفسه "... القيادة الجماعية" أو " ... الأصل" وحركة تريد "تحرير شرق السودان" وحركة أخرى ليست مقتنعة بفكرة التحرير بل تريد "إستقلال شرق السودان". أحد هذه الاحزاب إنشق وتشرزم الى خمسة "اكوام" أو "أجنحة". وهناك أحزاب تربعت قهرا وتجبرا على قائمة الدوري السياسى السودانى إلا إنها هزمت بهتافات الجماهير. فقد هبط فريق "الإتحاد" الإشتراكى السودانى إلى ما دون "الليق"، إلا أن فريق "الإتحاد" "المايوى" "السدنى" عاد وسجل نفسه فى قائمة الدوري الممتاذ وهو يحلم بعهد تسود فيه "الرياضة الجماهيرية" ويتلاشى فيه تعصب "الهلالاب" و"المريخاب". وعلى ذكر الهلال والمريخ فالساحة السياسية يسيطر عليها اليو اليوم اليوم فريقان هما الذان فرضا قواتين اللعبة السياسية في إتفاقية نايفاشا.



أما عملية التسجيل الإنتخابى والتى إنتهت فى الأسبوع الأول من ديسمبر فكانت أشبه بعملية بيع التذاكر لحضور المباراة الفاصلة المسمى الإنتخابات. فقد شاب عملية التسجيل الإنتخابى الكثير من التزوير والغش والتلاعب والتقصير. وكنت قد قضيت اسبوعا في السودان خلال فترة التسجيل شاهدت فيها القليل من هذا الفساد التسجيلى. فمراكز التسجيل كانت معروفة لجماهير الحزب الحاكم والذى كانت له إستراتيجية واضحة وهى استخدام كل الوسائل المتاحة ، المشروعة وغير المشروعة، لملئ مدرجات إستاد الرياضة بأكبر عدد من مشجيعها لضمان الفوز فى الإنتخابات. وهناك من أخذت بطاقته الإنتخابية من بعض حرامية السوق الأسود لبيعها في يوم المبارة الحاسمة. لم يكن الجهل بقواعد عملية التسجيل مستفحلا فقط فى أوساط المواطنين البسطاء بل تعداه ليشمل الأحزاب والفرق التى تسمى نفسها سياسية. أحد هذه الأمثلة هى مطالبة الشتات السودانى فى دول العالم برغبتها فى المشاركة ومشاهدة المبارة من دول الضباب والجليد وبلد العم سام. ولا أنكر على الشتات مطالبته بحقوقه فى المشاركة ولكن كان هذا هو دور الأحزاب السياسية من منطلق حضورها داخل السودان وتمثيلها فى اللجان المركزية والأقليمية لعملية التسجيل. وقد انتقد مركز كارتر ـ واحد من المنظمات العالمية المراقبة للعملية الإنتخابية ـ فى بيان إعلامى صدر قبل اسبوعين دور الأحزاب السلبى فى توعية قواعدها بأهمية عملية التسجيل. أما اللجنة المركزية للإنتخابات فقد ولدت مشوهة وقاصرة حتى وإن كان يرأسها محامى ضليع فى سياسة الجنوب والشمال. أما هو ونائبه فقد كانا من كبار لاعبى فريق "الإتحاد" الإشتراكى السودانى الذى لم يكن يؤمن بالديقراطية من أساسها، وكما قالوا: فإن فاقد الشئ لايعطيه. ولتأكيد ما قلناه أعلاه أن السياسة فى السودان أصبحت مثل لعبة كرة القدم فقد شبه مولانا رئيس اللجنة المركزية للإنتخابات العملية الإنتخابية "باللعبة" حين قال" نعلم أنه سوف يكون هناك غالبا ومغلوب فى هذه اللعبة. وأحد قوانين هذه اللعبة هو أن يتقبل المغلوب الهزيمة بروح رياضية. تقبل الهزيمة إن هزمت وتعهد بالفوز فى المرة القادمة". وقد أجد العزر لمولانا و أقول قد خانه التعبير فربما كان يقصد تقبل الهزيمة بروح "ديمقراطية" بدلا من روح "رياضية". ومولانا ـ كأى من ساستنا وسدنتنا ـ لم يجبلو على الديمقراطية وروحها بل على لغة العسكرية والديكتاتورية العمياء.



وها قد تبقت أيام على فتح باب الترشيح لمنصب ريئس الجمهورية ومناصب أخري ولم نسمع ببرامج حزبية وخطط مستقبلية لقيادة السودان. وعلى نهج كرة القدم خلال تسجيلات الآعبين سوف نحاول التكهن بتشكيلة الأحزاب السياسية لخوض مباراة الإنتخابات. جميع التكهنات تشير إلى إحتمال ترشيح زعيم "الأمة" لرئاسة الجمهورية ليس فقط مرشحا لحزبه "ذو الخمسة أجنحة" بل حتى لكافة الوان الطيف المعارضة. فالرجل له خبرة طويلة تزيد على نصف قرن فى ملاعب السياسة السودانية. وهو يعتبر نفسه آخر ريئس منتخب لذلك لابد من السماح له بمواصلة مشواره فى الحكم والذى بدأه عندما كان عمره ثلاثين ربيعا. وبما أن القانون الجديد للإنتخابات قد نص على الا يقل عمر المرشح لرئاسة الجمهورية عن أربعين عاما فقد استوفى الرجل هذا الشرط. والرجل يحلم بدائرة إنتخابية كدائرة الصحافة فى عام 1986 ليهزم فيها منافسه "رونالدو" المؤتمر الوطنى، "المشير" الذى خطف منه السلطة والجمهور. ولكن فى إعتقادى المتواضع أن "السيد" ليس بالحصان الأسود الذى تراهن عليه المعارضة وقواعد حزبه بكل أجنحتها. بل عليه أن يتفرغ للتدريب والتنظير وهو ماتحتاج له قاعدته التى أعياها التشرزم والتفكك. أما صهره "الشيخ" فلا أظنه يجرؤ على ترشيح نفسه مرة أخرى ليس فقط خوفا من تكرار هزيمته فى دائرة الصحافة الإنتخابية بل بسبب الفظائع والجرائم التى إرتكبها فى حق الغبش بمشاريعه الاحضارية ودوره فى تقسيم السودان وإثارة الفتن فى دارفور. أما "رونالدو" المؤتمر الوطنى فإن فرصته كبيرة فى الفوز بمقعد رئيس الجمهورية وبذلك يكون أول سودانى يحكم السودان "كديكتاتورا" "وديمقراطيا". ورغم أن المشير مهدد بكرت أحمر من "أوكابو" المحكمة الدولية، إلا أنه يأمل من ترشحيه هذا وفوزه المرتقب إلغاء حكم المحكمة بديمقراطية السودان الجديدة التى قد تختاره رئيسا رغم أنف أوكابو والذى عليه أن "يبل قراره ويشرب مويته" فى حال فوز المشير. أما أخوى "ملوال" فإنه لايحلم بتسجيل نصر حاسم خارج أرضه. بل يركز كل جهده فى الفوز بمقعد رئاسة جنوب السودان وفصله من الشمال نهائيا عام 2011 إن صارت الأمور كما هو متفق عليه فى نايفاشا، إن شاء الله


.


تزامنت زيارتى للسودان مع المباراة التأريخية بين مصر والجزائر والتى أقيمت بأمدرمان. وكانت بصحبتى فى هذه الزيارة زميلة فى العمل تزور السودان لأول مرة. أصرت هذه الزملية على حضور المباراة رغم نصيحة شقيقى الأصغر بإلغاء هذه المغامرة ومشاهدة المباراة من شاشة التلفاز. إلا أن ماسبق المباراة من قرارات، واستعدادات، وتحوطات وتحرشات جعلتني أصر على حضور هذا الحدث التأريخى الهام فى علاقة شعبي وادى النيل والمغرب العربى. هذا الحدث الذى اغلقت له المدارس وضاع على طلابها يوما دراسيا كاملا وقبله أسبوعا كاملا بسبب السيول والأمطار. هذا اليوم الذى عطل فيه العمل بسبب مباراة فى إستاد المريخ. وقبل ساعة من بداية المباراة تركت سيارة شقيقى خوفا من دمارها من "الهوليجانس" المصريين أو الجزائريين عند ت خسارة أحدهما ، واستأجرة ركشة لمقدرتها تجنب الزحام والشوارع الرئيسية. لم أكن فى الحقيقة مهتما بحضور المباراة فلم تكن لدينا حتى تذاكر لدخول المبارة، بل كنت أريد مشاهدة استعدادات الحكومة الأمنية لهذا اليوم. وفى مخيلتى ما قد يحدث يوم الإقتراع والفرز يوم الإنتخابات، فالمصريون لم يتقبلوا الهزيمة بروح رياضية. والسؤال هل تتقبل الأحزاب السياسية جمعيها النتيجة بروح ديمقراطية؟




سيف اليزل سعد


متابع لشؤن وقضايا القرن الإفريقى


استوكهولم






Windows Live Hotmail: Your friends can get your Facebook updates, right from Hotmail®.

Inga kommentarer: